حياة محمد

محمد حسين هيكل

فحياة محمد، كما رأيت، حياة إنسانية بلغت من السموّ غاية ما يستطيع إنسان أن يبلغ، وكانت لذلك أسوة حسنة لمن هداه القدر أن يحاول بلوغ الكمال الإنساني من طريق الإيمان والعمل الصالح. أيّ سموّ في الحياة كهذا السموّ الذي جعل حياة محمد قبل الرسالة مضرب المثل في الصدق والكرامة والأمانة، كما كانت بعد الرسالة كلها التضحية في سبيل الله وفي سبيل الحق الذي بعثه الله به، تضحية استهدفت حياته من جرائها للموت مرَّات، فلم يصده عنه أن أغراه قومه، وهو في الذروة منهم حسبًا ونسبًا، بالمال وبالملك وبكل المغريات!